محمد غربال ليس مجرد قائد تقني—إنه رجل ذو رؤية قادته سنوات من الخبرة لتشكيل مستقبل بعض من أكثر الشركات تأثيرًا في الشرق الأوسط. من تطوير كريم إلى تطبيق شامل في المنطقة، إلى إحداث ثورة في إدارة المطاعم في فودكس، وتبسيط الخدمات اللوجستية في وصل، ترك غربال بصماته على عدة صناعات. رحلته عبر هذه الشركات التقنية القوية أكسبته الرؤى والخبرة لإطلاق مشروعه الأحدث، ميلا، وهو منصة لإدارة الفعاليات تُحدد معايير جديدة في السعودية.
ميلا ليست مجرد تطبيق آخر—إنها حل شامل يعكس فهم غربال العميق للتفاصيل الثقافية للسوق السعودي والمتطلبات المتغيرة لشعبه. صُممت للتعامل مع كل شيء من حفلات الزفاف الفخمة والفعاليات المؤسسية إلى حفلات أعياد الميلاد الحميمة واحتفالات التخرج، تساعد ميلا المستخدمين على خلق تجارب لا تُنسى. مع تكاليف تبدأ من 500 ريال سعودي، تعد المنصة متاحة وقابلة للتوسع، ومتماشية تمامًا مع رؤية السعودية 2030.
في مقابلة حصرية مع تق كلب، يشارك غربال كيف يُعيد ميلا تعريف إدارة الفعاليات في المملكة، ويستعرض رحلته الشخصية التي أوصلته إلى هنا، ورؤيته للمستقبل.
تق كلب: محمد، سوق إدارة الفعاليات في السعودية يتوسع بسرعة، مع مساهمات كبيرة من السياحة والمبادرات الحكومية مثل رؤية 2030. كيف يُحدد ميلا موقعه في هذا المشهد التنافسي؟
محمد غربال: النمو الذي نشهده مذهل حقًا. جهود الهيئة العامة للترفيه كانت حاسمة في دفع هذا التوسع. في ميلا، صممنا المنصة لتكون متعددة الاستخدامات بشكل كبير، تلبي جميع أنواع الفعاليات. سواء كان مؤتمرًا مؤسسيًا كبيرًا، أو حفل زفاف فاخر، أو حفلة عيد ميلاد للأطفال، يقدم ميلا حلاً شاملاً يبسط عملية التخطيط. نبدأ من سعر 500 ريال سعودي، مما يجعل إدارة الفعاليات المهنية متاحة لجمهور واسع. خدماتنا لا تتوقف عند التخطيط؛ نحن نوجه مستخدمينا عبر كل خطوة، من اختيار الأماكن وإدارة قوائم الضيوف إلى التنسيق مع الموردين وضمان سير الأمور بسلاسة في يوم الحدث.
تق كلب: ميلا يغطي مجموعة واسعة من الفعاليات، من حفلات الزفاف إلى إطلاق المنتجات. هل يمكنك أن تأخذنا في جولة حول كيف تدعم المنصة المستخدمين في إدارة أنواع مختلفة من الفعاليات؟
محمد غربال: بالطبع. أحد الأمور التي أفخر بها هو كيف يتكيف ميلا مع الاحتياجات الفريدة للفعاليات المختلفة. لنأخذ حفلات الزفاف كمثال. في السعودية، حفلات الزفاف تكون كبيرة ومتجذرة في التقاليد. يوفر ميلا قوالب قابلة للتخصيص تلبي كل شيء من الخطوبة إلى الحفل النهائي، بما في ذلك ميزات للمساحات المنفصلة حسب الجنس، وهو أمر مطلوب غالبًا. بالنسبة لحفلات أعياد الميلاد، نسهل تنظيم كل شيء من الدعوات إلى الترفيه، لضمان تغطية حتى أصغر التفاصيل.
تتطلب حفلات التخرج والفعاليات المؤسسية نهجًا مختلفًا، وميلا مجهز لذلك أيضًا. للفعاليات المؤسسية، نقدم أدوات لإدارة قائمة المتحدثين، وبيع التذاكر، وحتى المشاركة الافتراضية، التي أصبحت شائعة بشكل متزايد. نحن ندعم أيضًا الشركات الناشئة من خلال توفير حزم ميسورة التكلفة تساعدهم على إطلاق فعالياتهم بنجاح، مما يضمن لهم إحداث تأثير قوي دون تجاوز ميزانيتهم.
تق كلب: الحكومة السعودية كانت حاسمة في تعزيز السياحة والترفيه، خاصة من خلال الهيئة العامة للترفيه. كيف يتماشى ميلا مع هذه الأهداف الوطنية؟
محمد غربال: مهمة ميلا تتماشى كثيرًا مع أهداف الهيئة العامة للترفيه. من خلال جعل تخطيط الفعاليات سهلاً وبسيطًا، نمكن المزيد من الناس والشركات من المشاركة في ثقافة الفعاليات الحيوية في المملكة. عملنا عن كثب مع الموردين المحليين والدوليين لتلبية المعايير العالية التي حددتها الهيئة، مما يضمن أن كل حدث يُخطط عبر ميلا يساهم في سمعة المملكة كمركز عالمي للترفيه. سواء كان مهرجانًا، أو حفل زفاف، أو فعالية مؤسسية، نحن ملتزمون بمساعدة مستخدمينا في خلق تجارب تتردد صداها على مستوى العالم.
تق كلب: مع تدفق السياح في عام 2024، كيف تكيف ميلا مع احتياجات منظمي الفعاليات الدوليين؟
محمد غربال: زيادة عدد السياح الدوليين فتحت بالتأكيد فرصًا جديدة لنا. لتلبية احتياجات هذه الفئة، يدعم ميلا لغات متعددة، بما في ذلك الإنجليزية والعربية، ويوفر ميزات تستوعب احتياجات منظمي الفعاليات الدوليين. على سبيل المثال، قمنا بتكامل أنظمة الدفع التي تتعامل مع المعاملات الدولية بسلاسة، وتشمل منصتنا أدوات لإدارة الفروق الزمنية وتسهيل التواصل السلس بين الموردين المحليين والعملاء الدوليين. هذا يضمن أن تكون التجربة متسقة وخالية من المتاعب، سواء تم تنظيم الفعالية محليًا أو من الخارج.
تق كلب: تلعب الشركات الناشئة دورًا حيويًا في تحول الاقتصاد السعودي. كيف يدعم ميلا احتياجات إدارة الفعاليات لهذه الشركات الناشئة؟
محمد غربال: الشركات الناشئة بالفعل جزء مهم من مستقبل الاقتصاد السعودي، ونحن ملتزمون بدعمها. يقدم ميلا حزمًا مصممة خصيصًا للشركات الناشئة، تساعدهم على إدارة كل شيء من إطلاق المنتجات إلى الفعاليات الشبكية. نفهم أن الشركات الناشئة غالبًا ما تعمل بميزانيات محدودة، لذلك تأكدنا من أن منصتنا ميسورة التكلفة وقابلة للتوسع. تشمل خدماتنا كل شيء من اختيار الأماكن إلى دعم التسويق، مما يضمن أن هذه الشركات يمكنها إحداث تأثير كبير من اليوم الأول.
تق كلب: ميلا معروف بنهجه الشامل في إدارة الفعاليات. هل يمكنك مشاركة بعض الإنجازات التي حققتها المنصة منذ إنشائها؟
محمد غربال: منذ إطلاقنا، ساعد ميلا في تنظيم أكثر من 1000 فعالية في جميع أنحاء السعودية، من التجمعات الصغيرة إلى المؤتمرات المؤسسية الكبيرة. شهدنا زيادة بنسبة 10 أضعاف في تسجيلات المستخدمين من عام إلى عام، ومعدل رضا العملاء لدينا يبقى فوق 95%. قمنا أيضًا بتوسيع شبكتنا لتشمل أكثر من 200 مورد محلي ودولي، مما يضمن أن مستخدمينا يحصلون على خدمات من الدرجة الأولى. هذه الإنجازات تشهد على الثقة التي يضعها مستخدمونا فينا وعلى تفاني فريقنا.
تق كلب: أمان البيانات يمثل قلقًا متزايدًا، خاصة في العصر الرقمي. كيف يضمن ميلا حماية بيانات المستخدم؟
محمد غربال: أمان البيانات أمر نأخذه بجدية كبيرة. ميلا متوافق تمامًا مع قوانين حماية البيانات في السعودية، بما في ذلك قانون حماية البيانات الشخصية (PDPL). نستخدم بروتوكولات تشفير متقدمة لحماية بيانات المستخدم سواء أثناء النقل أو عند التخزين. بالإضافة إلى ذلك، نجري عمليات تدقيق أمني منتظمة ولدينا فريق مخصص يراقب التهديدات المحتملة. ثقة مستخدمينا هي الأهم، ونبذل قصارى جهدنا لضمان أمان بياناتهم.
تق كلب: التكنولوجيا تتطور بسرعة. كيف يبقى ميلا في مقدمة دمج التقنيات الجديدة مثل الواقع الافتراضي والمعزز في تخطيط الفعاليات؟
محمد غربال: البقاء في الطليعة جزء كبير من استراتيجيتنا. نحن حاليًا نختبر ميزات الواقع الافتراضي والمعزز التي ستسمح للمستخدمين بأخذ جولات افتراضية للأماكن، وتخصيص تخطيطات الفعاليات في الوقت الفعلي، وحتى محاكاة خيارات الإضاءة والديكور المختلفة. هذه التقنيات ستجعل عملية التخطيط أكثر تفاعلية وكفاءة، ونحن متحمسون لطرحها في المستقبل القريب.
تق كلب: يلعب ردود فعل المستخدمين دورًا حيويًا في نجاح أي منصة. كيف يدمج ميلا ردود الفعل في عملية تطويره؟
محمد غربال: ردود فعل المستخدمين في صميم عملية تطويرنا. نحن نسعى بفاعلية للحصول على ردود الفعل من خلال الاستبيانات، ومجموعات التركيز، والتواصل المباشر مع مستخدمينا. هذه الردود تُعلم خارطة الطريق الخاصة بمنتجاتنا وتساعدنا في تحديد الأولويات للميزات التي سيكون لها أكبر تأثير. على سبيل المثال، بناءً على طلبات المستخدمين، أضفنا مؤخرًا عناصر تحكم أكثر دقة لإدارة قوائم الضيوف، وقد تم استقبالها بشكل جيد. نؤمن بأنه من خلال الاستماع إلى مستخدمينا، يمكننا الاستمرار في تطوير ميلا ليصبح منصة تلبي احتياجاتهم حقًا.
تق كلب: أخيرًا، ما الذي يدفع شغفك بصناعة إدارة الفعاليات، وما هو القادم بالنسبة لميلا؟
محمد غربال: شغفي بصناعة إدارة الفعاليات يأتي من متعة جمع الناس لخلق تجارب لا تُنسى. هناك شيء ممتع للغاية في
معرفة أن ميلا يساهم في بعض من أهم اللحظات في حياة الناس، سواء كان حفل زفاف، أو فعالية مؤسسية، أو إطلاق شركة ناشئة. أما بالنسبة لما هو قادم، فإننا نركز على توسيع نطاق وصولنا داخل السعودية والمنطقة الخليجية الأوسع. نحن نبحث أيضًا عن تقديم مزيد من الميزات التي تدعم الفعاليات الافتراضية والهجينة، لضمان بقاء ميلا في مقدمة تقنيات إدارة الفعاليات.
من خلال هذه المحادثة المتعمقة، يتضح أن ميلا ليس مجرد منصة لإدارة الفعاليات—بل هو أداة تعكس رؤية محمد غربال لتحويل كيفية تخطيط الفعاليات وتجربتها في السعودية. مع نهجه الشامل، وتوافقه الثقافي، والتزامه بالابتكار، ميلا مهيأ لمواصلة قيادة الصناعة بينما تمضي المملكة قدمًا مع رؤية 2030.